عن ورقة باريس والأداء الفرنسي الذي طالما كان محشوراً في الصورة بشكل خاطئ، الذي يحاول جاهداً وضع نفسه في المشهد العالمي، وكأنه دولة مفصلية، ولها دور كما حال دويلة قطر في المشهد العربي، مع العلم أن لا أحد يكتال بكيل فرنسا في السياسة أو العسكر، ولكن وجود فرنسا ضمن أوربا وحلف الناتو يعطيها بعض دور لا أكثر، ولا أقل.
ورقة باريس…بوسة شوارب!!
يعتقد الأمريكي أن بإمكانه سرق نصر للصهاينة من فم المقاومة الفلسطينية، وتبييض صفحة “بايدن” عشية انتخابات أمريكية باتت على الأبواب، ويجدر ب “بايدن” إظهار حرصه على مصالح أمريكا في الشرق الأوسط وخطوط التجارة البحرية ومصادر الطاقة وحقول النفط، وكل السياسات التي تحافظ على سعر صفيحة البنزين في بلاد العم سام، ولكن ما لم يأخذه في العسكر لن يناله في السياسة وما قدمته ورقة باريس لن يتجاوز الحبر على ورق، حيث جاءت ورقة باريس على هيئة مهزلة تحمل معها هدنة ل (12) أسبوع يقدم فيها الفلسطينيون كل الأسرى الذين في حوزتهم من مدنيين وعسكريين والأحياء وأيضاً الذين قتلوا بنار الجيش الإسرائيلي، ويتم نشر أبراج مراقبة عالية الدقة على أطراف غزة أي داخل الغلاف، ويتم إخطار الجانب المصري بإغلاق جميع الأنفاق من جانبه التي يعتقد العدو أنها موجودة في رفح فيما يقوم العدو بإطلاق عدد من الأسرى يحدد أسماءهم هو وبوقف العمليات القتالية في غزة وإدخال عدد من الشاحنات المتوقفة في معبر رفح بعد خضوعها لتفتيش دقيق، ويبقى محاصراً القطاع على محيط (2) كم وكأن أمريكا تقدم نصراً جاهزاً للكيان بهذه الورقة!!!
السياسة وحرب المصطلحات
الغرب وفي كل اتفاقاته السياسية يعكف على استخدام لغته الإنكليزية المواربة والفضفاضة، ويطرح مصطلحات تأخذ أكثر من معنى على عكس لغتنا العربية الحاسمة والواضحة ليتسنى له المناورة بين المعاني كما يشاء فيضع المعنى الذي يناسب سياسته الخبيثة، فمعنى وقف الأعمال القتالية فهذا لا يعني بالضرورة وقف أعمال الاعتقال أو أعمال الاغتيال أو أعمال التجسس وغيرها من أدوات الحرب الباردة، ويتم اللعب على مصطلحات (هدنة، تهدئة، وقف إطلاق النار) وغيرها من المصطلحات الخادعة، ولكن المقاومة الفلسطينية متنبهة تماماً لكل الأوراق التي تعرض من كل الأطراف.
سريالية العرب واحتمالات الحرب المفتوحة
“سلفادور دالي” ذلك الإسباني بكل سرياليته لم يكن ليأتي بأداء سافل ودنيء ومنحط كالأداء السلطوي العربي الذي جلّ ما فعله هو إرسال أكياس للموتى كمساعدات، وكذلك التاريخ لم يسجل ورقة أغبى من ورقة باريس التي ضربت بعرض الحائط كل ما يخص الفلسطينيين، وركزت على ما يصنع نصراً للإسرائيليين فالورقة لم تذكر لم تحدد ماهية الوقف للأعمال القتالية أو الفترة الزمنية، ولم تذكر أي شيء يخص إعادة الأعمار لغزة التي تعرضت لأبشع حرب على وجه الأرض، ولم يتم التطرق إلى أسماء الأسرى أو عددهم وكي لا ننسى المتطرفين الإسرائيليين الذين يهددون بنبش قبور الفلسطينيين وترحيلهم مع من بقي خارج غزة وفلسطين إن استطاعوا، أي سلام نرجوه مع هذا النوع من القتلة.
ميزان العدل مكسور في أمريكا
لمجرد أن محكمة العدل الدولية فتحت ملف إسرائيل حتى دون اتخاذ قرار حاسم قامت أمريكا بالانتقام من منظمة الأونروا کلها، وذهبوا باتجاه إيقاف دعم المنظمة بالكامل للفلسطينيين والحجة الباهتة هي أنهم اكتشفوا 12 موظف من أصل 13000 موظف يعمل لدى حماس، ولم يثبت إلى الآن أي من هذه الادعاءات حتى الآن، فهل من العدل حرمان شعب كامل من دعم الأونروا لأجل 12 شخص من موظفي المنظمة يدعي الكيان عملهم لدى حماس؟!
المنطق الفلسطيني هو الحل
الرد الوحيد والمنطقي للإجابة على كل هذه المهزلة هو منطق المقاتل الأنيق الذي لم يقرأ يوماً كل هذه المهاترات السياسية والكذب الأمريكي ونفاق الأعراب، يحمل قاذف الياسين 105 على كتفه وهمه الوحيد كيف يحول “الميركافا” إلى كومة نار فقط أمام 22000 شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء هذا هو المنطق الوحيد المتبقي فلا منطق “محمود عباس” ولا منطق “عبد الفتاح السيسي” ولا منطق الملك “عبد الله” لم يعد له وزن أمام الدم الذي يراق اليوم في شوارع غزة، المنطق الوحيد الباقي أمام عدو سيقتلك أن قاومت وأيضاً سيقتلك أن لم تقاوم لا خيار سوى منطق مسيرات “الزويري” وعبوات “شواظ” ومنظومة “سرب صقر” ومنظومات صواريخ “رجوم، متبر، بدر، عاصف، رنتيسي” وكل هذا الإبداع الفلسطيني وهذه العملة الصعبة التي يتداولها اللبناني والعراقي والسوري والإيراني واليمني فيرتفع سعر الدم لأجل النصر الآتي وينخفض لأجل فلسطين الحرة والأبية والبطلة.