يحظى طريق حلب دمشق الدولي بأهمية كبيرة لدى مختلف أطراف شرايين الحياة مما جعله محط أنظار الأيادي السوداء المظلمة أثناء فترة الحرب على سوريا وتسعى جميعاً لامتلاكه، فهو الذي يربط طريق حلب دمشق الدولي العاصمة السياسية دمشق بالعاصمة الاقتصادية حلب.
أهمية طريق دمشق حلب الدولي….
حيث يعد الطريق الأطول في الأراضي السورية حيث يبلغ طوله 432 كيلو متراً هو الطريق الأساسي للترانزيت، أي حركة التجارة كافة وعبور الركاب والمسافرين لأنه يربط بين حلب العاصمة الاقتصادية شمالاً مروراً بحماه وحمص بالوسط ثم العاصمة دمشق جنوباً لدرعا والحدود السورية الأردنية.
كما يختصر طريق حلب دمشق الدولي المسافات بين حلب ودمشق لمساحة تقدر 175 كيلو متراً لهذا يتم صرف النظر عن الطريق الصحراوي الأصعب وهو “خناصر-أثريا ” حيث يساهم في التبادل التجاري والصناعي لأنه يسهل عملية الترابط بين المدن وعبور البضائع مما يجعل الحركة الاقتصادية السورية أكثر انتعاشاً.
الإرهابيون يقطعون شريان حلب….
ونظراً لأهمية موقعه الاستراتيجي والعسكري فكان سبباً أساسياً مباشراً لتوجيه الأنظار والأطماع والسعي نحو السيطرة عليه من خلال التمركز عسكرياً عبر كلتونات تابعة لفصائل مسلحة عديدة مدعومة وممولة خارجياً لتنال من عزيمة وإصرار وكرامة الشعب السوري الصامد.
فمنذ اشتعال نيران الحقد على سوريا بدأ المسلحون برسم مخططات إرهابية لسلب مناطق حلب فكانت النقطة الأولى للتسلل إليها هي الطريق الدولي الذي يصل دمشق بحلب فبدأ الإرهابيون بالاعتداءات الوحشية على كل الحافلات والسيارات التي تمرّ بالطريق، حتى أصبح الطريق مظلماً حزيناً يعيث فيه الإرهابيون فساداً، وباتت القرى والبلدات على جانبي الطريق كئيبة لا حياة فيها.
الطريق الدولي يبصر النور…..
وبعد ما يقارب التسع سنوات من حرمان الطريق الدولي من النور وقطع الحياة عنه استعاد الجيش السوري وذلك بعد استكمال السيطرة على منطقة الراشدين الرابعة بضواحي مدينة حلب، حيث سيطر الجيش على طريق الـ”M5″ بعد عملية عسكرية تمكن خلالها من السيطرة على نحو 160 منطقة في كل من إدلب وحلب.
كما سيطر على 57 منطقة في ريفي حلب الجنوبي والغربي، امتدت من خان طومان، ومستودعات خان طومان والخالدية، ورجم وتلول حزمر وخربة خرص وتل الزيتون والراشدين ومواقع ونقاط وقرى أخرى في المنطقة، إلى أن استطاع بسط كامل سيطرته على الطريق.
ختاماً….
فإن محاولات الإرهابيين بسلب حلب واقتطاعها من سوريا بدعم أمريكي وتركي باءت بالفشل، فالجيش السوري خطط جيداً لكيفية استعادة الطريق وتحرير مناطق حلب من براثن الإرهاب، وكما استعاد حلب وطريقها الدولي، سيستعيد باقي مناطق ريفها ويخلّصها من يد الإرهاب التي أخذت كلّ شيء بالكذب والنفاق والألاعيب.