رغم جميع الظروف الصعبة التي عصفت بسوريا، مازال المواطن السوري ينجز ويكتشف ويخترع، ليسهم بتقدم بلده ويساعد على نهوضها بعد الحرب.
وفي هذا الصدد، تم الكشف عن مشروع الأسمدة العضوية السائلة، والفوائد التي يمكن أن تنعكس على حالة المواطنين الصحية باعتبارها خالية من المواد الكيماوية والإنتاجية كونها مطلب الفلاح.
حيث أكد المواطن “دريد مخلوف” نقل هذه التجربة من محافظة طرطوس التي كانت السباقة لإنتاج الأسمدة العضوية السائلة، وأن المشروع أبصر النور بإشراف مهندسين زراعيين متخصصين، وموافقة وزارة الزراعة وبخبرات وطنية تماما في كل مراحله، موضحاً أن الهدف من المشروع إنتاج أسمدة عضوية بعيدة تماماً عن المواد الكيماوية والهرمونية والحفاظ على البيئة الطبيعة، مضيفاً أن ما يميز هذا المشروع أن عائدات ريعه لأبناء الشهداء.
ولفت “مخلوف” إلى أن هذه الأسمدة انتجت من روث الأبقار والأغنام وبعض الطيور فهي طبيعية مئة بالمئة وقد خضعت للفحوصات المخبرية والتجارب التي أعطت نتائج مشجعة للفلاحين، مشيراً إلى الميزات التي يحملها هذا المنتج كونه يعالج أكثر من حاجة للنبات منها أسمدة متوازنة، محرضة عقدية، مثبت لأزهار المحاصيل، عالي الآزوت، عالي الفوسفور، عالي البوتاس، مخصب قمح، إضافة إلى معالجة الجذور من الفطريات وعلاج النيماتودا.
وعن الكميات التي تحتاجها النباتات، أشار إلى أنها تعطى بحسب إرشادات المهندس المختص، فلكل نوع من النبات كمية معينة إما يعطى للنبات عن طريق الجذور أو عن طريق الرش، وتختلف احتياجات النباتات البقولية، والخضروات، والقمح والشعير وأشجار الزيتون، والدرنيات، موضحا أن الكميات يشرف عليها مختصون لكل نوع من النبات وذلك بحسب الإرشادات.
بدوره، أوضح المهندس “محمد المحمد” رئيس دائرة الإنتاج النباتي بمديرية زراعة حلب أن الأسمدة العضوية توفر للنبات كافة العناصر الغذائية الصغرى والكبرى، وتعوض عن الأسمدة الكيميائية كونها ذات منشأ طبيعي وليس لها أي أضرار جانبية على الإنسان، إضافة إلى أنها تضمن نموا جيدا للنبات وإعطاء ثمار جيدة وسليمة وهي زراعة واعدة ومشاريع يمكن تطويرها ببلدنا بشكل جيد.
ومن جانبه، أفاد المهندس “حسن حامد” رئيس دائرة الوقاية بمديرية زراعة حلب أن أنواع الأسمدة العضوية تتألف من مخلفات الحيوانات الزراعية ” أغنام، أبقار، دواجن “، وسماد الكمبوست ” تجمع بقايا المحاصيل والنباتات وتخميرها “، الأسمدة الخضراء وأسمدة الديدان ” الفيرمي كومبوست “.
وتابع أن الأسمدة العضوية تقوي النباتات عن طريق تأمين المغذيات الطبيعية، وينشط الجذور ويحسن خواص التربة مما يؤدي إلى إكساب النبات ممانعة نسيجية ضد الأمراض المختلفة، لافتاً إلى أنه من الممكن استخلاص أدوية طبيعية قادرة على تأمين الوقاية اللازمة للنباتات بشكل طبيعي بعيدا عن المواد الكيميائية.