غالباً ما يرافق العواصف الرعدية تساقط لحبات البرد؛ نتيجة تجمد قطرات المطر التي تشكل نواة حبة البرد، وتنمو عليها طبقات من الجليد، وأحياناً يتسبب البرد بأذى بالغ للمحاصيل الزراعية، إذ شهدت بعض المناطق بريف الحسكة هطل زخات رعدية من المطر والبرد؛ نتيجة تأثر المنطقة بامتداد منخفض جوي، ترافق مع تيارات جنوبية غربية رطبة نسبياً في طبقات الجو العليا، وانخفاض ملموس بدرجات الحرارة بنحو 2 إلى 4 درجات مئوية.
حيث أعلنت مديرية الزراعة في الحسكة أن البَرَد المعروف من السكان باسم “الحالول”، والذي تساقط بكثافة واضحة على بعض القرى والأرياف قبل يومين، كان لطيفاً على المحاصيل الزراعية، والثروة الحيوانية في مختلف مناطق المحافظة ولم يُلحِق بها أي أضرار.
وبدوره، أفاد مدير الزراعة المهندس “علي خلوف الجاسم” أن عدداً من القرى في ريف المحافظة شهد يوم الاثنين الماضي تساقط كميات من البَرَد، منها بلدة مبروكة والقرى المحيطة بها في ريف منطقة رأس العين المحتلة على بعد 90 كم في ريف الحسكة الشمالي الغربي، وبلدة مخروم وريفها، وقريتي قصيبة، ودعيبس في ريف الحسكة الجنوبي الغربي.
وعلى الرغم من عدم تلقي مديرية الزراعة معلومات، أو تقارير عن وقوع أضرار في البلدات والقرى التي تساقط فيها البرد، بادرت إلى تكليف الدوائر الزراعية المنتشرة في 16 موقعاً في مختلف مناطق المحافظة، برصد ومراقبة وضع المحاصيل الزراعية، والثروة الحيوانية بعد تساقط البرد، ووجهت الفنيين العاملين في تلك الدوائر؛ للقيام بجولات ميدانية على الحقول الزراعية، وإجراء كشوف حسية على أرض الواقع، من أجل حصر الأضرار الحاصلة على المزروعات والمواشي وتحديد مدى حجمها بدقة، وموافاة المديرية بتقارير دقيقة، ومفصلة عن الحالة العامة لتلك المزروعات، والمواشي وحجم الضرر الذي تعرضت له، إن كان ثمة أضرار.
وبسياق متصل، أشار “الجاسم” إلى أن هذه الأمطار المصحوبة بالبَرَد ستكون لها آثار إيجابية من حيث النمو، والمردود الإنتاجي في وحدة المساحة على المحاصيل المزروعة، وخاصة محصولي القمح والشعير، الأمر الذي يبشر بموسم زراعي وفير هذا العام.
وأوضح أن البَرَد يمكن أن يسبب مشكلات عدة للمحاصيل الزراعية، وهذا يعود إلى نوع المحصول، ومرحلة النمو التي بلغها عند حدوث عاصفة البَرَد؛ وعادة ما تكون الأضرار خفيفة، أو معدومة إذا كانت المحاصيل في بداية نموها عند تساقط البَرَد، الذي يمكن أن يشكل في هذه الحالة مخزوناً مائياً داخل جوف الأرض يمدّ النباتات بحاجتها من المياه عند توقف الهطل المطري.
وفي حال، تعرضت النباتات لتساقط البَرَد في وقت متأخر من مراحل نموها، فإن الضرر يكون كبيراً، وذلك لأن النباتات المصابة التي تضررت أوراقها وتمزقت بسبب حبات البَرَد، ستواجه صعوبة في إكمال عملية التمثيل الضوئي، ومن دون هذا المصدر الحيوي للطاقة يتوقف النمو ويتراجع النضج.
وضمن إطار الدعم، نصح” الجاسم” الفلاحين والمزارعين أصحاب المساحات المتضررة من جراء الكوارث الطبيعية، سواء كانت بَرَداً أو غيره بمراجعة مديرية الزراعة بالسرعة الممكنة، من أجل التقدم بطلبات إلى صندوق التعويض عن الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية، والشروع بالإجراءات اللازمة للتعويض عليهم من الأضرار التي لحقت بمحاصيلهم الزراعية، وفق الشروط المحددة للحصول على التعويض، وأبرزها وجود ترخيص زراعي للحقل المتضرر
يذكر أن حبات البَرَد كانت قد تساقطت بكثافة شديدة في منتصف نيسان من العام الماضي على 5 مناطق في المحافظة هي عامودا والدرباسية والمبروكة وأم مدفع ورأس العين المحتلة.