أخبار حلب _ سوريا
يعد التعاون بين المدرسة والبيت دعامة قوية من دعائم التربية الحديثة، ويتمّ ذلك من خلال مجلس الأولياء، والوقوف على مختلف أوجه النشاط فيها، والمشاركة في بحث القضايا التي تساعد وتسهل على المدرسة تحقيق رسالتها التربوية.
وبهذا نقف على بداية عصر جديد يعترف بالدور الحاسم لمشاركة ولي الأمر مع المعلم في رحلة الطالب التعليمية، فمن خلال الشراكة القوية بين ولي الأمر والمدرسة بإمكاننا رفع التجربة الأكاديمية الشاملة ورعاية رفاهية الطلاب، وإنشاء الأساس للتعلم المستمر مدى الحياة.
حيث أن المشاركة في اجتماعات مجالس أولياء الأمور لها أهمية كبيرة وهي المعرفة الدقيقة للأبناء من حيث مستوياتهم التعليمية وسلوكياتهم، والوقوف عند نقاط الضعف وإمكانية حلها وشحذ الهمم للعمل والجد ومساعدة الأبناء، وإيجاد الحلول لمشكلاتهم الدراسية والسلوكية في المدرسة وخارجها، فمجالس أولياء الأمور مرآة عاكسة لواقع الطالب.
وعلى الرغم من أهمية هذه المجالس، إلا أنها مبهمة وغامضة في بعض المدارس، وتتأرجح بين الضرورة والوجاهة الاجتماعية، في ظل غياب الرقابة على اجتماعاتها الدورية، أو لجهة تفاعل الإدارة المدرسية مع مقترحات أولياء الأمور.
وفي هذا السياق، أوضحت مديرة الإشراف التربوي في وزارة التربية “إناس مية” أن دور مجالس الآباء والأمهات فعال جداً؛ لأنها تربط ولي الأمر بالمدرسة من خلال معرفة مستويات الطلبة بشكل عام ومعالجة بعض السلوكيات غير المحببة الموجودة بشكل عام، ومعرفة الأسباب ثم إيجاد خطط لمعالجتها مع ولي الأمر والمدرسة.
وأضافت أن مجلس الأولياء يهدف إلى توطيد التعاون وتوثيق الصلة بين المدرسة والأسرة في سبيل النهوض بالعملية التربوية، والارتقاء بها نحو الأفضل والاهتمام بالبيئة المدرسية ونظافتها والمحافظة عليها، وإبراز دورها في التربية المتوازنة للتلاميذ من جميع النواحي النفسية والفكرية والجسدية والثقافية.
كما لفتت “مية” إلى أنه يشارك في مجلس الأولياء أعضاء الهيئتين الإدارية والتعليمية، أو التدريسية بمن فيهم المرشد الاجتماعي أو المرشد النفسي والتربوي والموجه الاختصاصي المشرف على المدرسة، وممثل عن المنظمة الشعبية المعنية وممثل عن نقابة المعلمين واللجان الخاصة بالتعليم الإلزامي.
حيث يعقد مجلس الأولياء مرة واحدة كل فصل دراسي وكلما دعت الحاجة أي بعد شهرين من بداية الفصل الدراسي لمناقشة القضايا التربوية.
وبالختام يشار إلى أن مجالس أولياء الأمور ضرورة ملحة ينبغي دعمها وتشجيعها، من خلال الترويج الاجتماعي والأُسري لها بكل الإمكانات المتاحة، لما لها من أهمية بالغة تساهم في ارتقاء المنظومة التعليمية وبالتالي الوصول إلى تحقيق الأهداف المنشودة، والتي من أهم مقوّماتها الشراكة الدائمة بين المدرسة وأولياء الأمور، والتي تعتمد على أهمية التعاون المستمر لإنجاح العملية التربوية والتعليمية.