أخبار حلب _ سوريا
ارتبط قدوم شهر رمضان ببعض العادات والتقاليد التي تختلف من محافظة لأخرى ضمن البلد الواحد، ومن بلد لأخر، فمن المعروف تزيين المنازل والشوارع ترحيباً بهذا الشهر،
كما أن بعض الأكلات تعد من التقاليد المتوارثة من الأجداد، حيث أنه في سوريا يجب أن تكون وجبة الإفطار في اليوم الأول خصوصاً من مشتقات اللبن وتدعى “المبيضات”، والذي ترمز للتفاؤل والاستبشار بالخير، والمكون الأساسي فيه هو الحليب واللبن ومشتقاتهما، وهو المكون الأساسي في معظم الأكلات السورية التراثية الحاضرة دوماً على تلك الموائد.
ولكن عندما يكون التضارب بالبيض إحدى عادات البلدان، فيدفعنا الفضول لنتعرف على أهم وأغرب العادات لاستقبال رمضان في بعض الدول.
ففي باكستان يتم جمع الأطفال الذين يصومون لأول مرة، ويرتدون أغطية الرأس المغطاة من الذهب، لتمييزهم عن غيرهم، ويبدؤون حرب البيض المسلوق من المساء، لتنتهي عند السحور وتعتمد على مسك الطفل بيضة ويضرب البيضة بيد خصمه ليكسرها ليتأهل للمرحلة التالية.
وأما سكان السودان اعتادوا تجديد أواني الطعام قبل شهر رمضان الكريم، لكن أكثر ما هو غريب أن الإفطار يجب أن يكون جماعيًا في ساحات واسعة، حيث تجتمع كل الأسر في ساحة واحدة للإفطار معًا.
والعادة الأجمل، عادة شعب جزر القمر، ففي الليلة الأولى من شهر رمضان يخرج السكان حاملين المشاعل ويتوجهون إلى السواحل، إذ ينعكس نور المشاعل على المياه، ويقرعون الطبول إعلانًا بقدوم شهر الصوم، ويظل السهر على الساحل حتى وقت السحور.
وبالمقابل، حافظت الأُسر المسلمة في تايلاند على عادة الاحتفاء بشهر رمضان من خلال ذبح الذبائح، أما الأُسر الفقيرة فإنها تذبح الطيور، والعادة الغريبة أن الطعام الذي تطهوه الزوجات ممنوع على أزواجهن، وإنما يرسل لشخص آخر ليأكله، لهذا تجتمع النساء جميعًا ليتناولن طعام الإفطارِ في باحة المنازل بشكل جماعي.
وربما يمتلك شعب موريتانيا، العادة الأغرب بين الجميع، إذ يحلق الرجال في موريتانيا رؤوسهم قبل الشهر الفضيل بأيام، حتى يتزامن نمو الشعر الجديد مع نهاية الشهر، وتسمى هذه العادة باسم “زغبة رمضان” أو “شعر رمضان”، وهي عادة تمزج بين الثقافتين العربية والإفريقية، وترتبط عادة حلق الرأس عند الشعوب الإفريقية بغرض زيادة الرزق وزوال الهم.
كذلك يتم الاحتفال بالأعراس خلال شهر رمضان تفاؤلًا به، على عكس ما يحصل في معظم الدول الإسلامية حول العالم. ومن أفضل العادات رغم صعوباتها هي العادة التي يقوم بها الشعب الموريتاني، إذ يحرصون على قراءة القرآن الكريم كله في ليلة واحدة.
وبسياق متصل، تختلف عادات الاحتفال في إندونيسيا تحديدًا، باختلاف المناطق ففي جزيرة جاوا، بدأ المسلمون في الاحتفال بقدوم شهر رمضان باتباع طقوس أخرى، أهمها ما يطلق عليه “نيادران”، وهي زيارة المقابر لأفراد العائلات الذين وافتهم المنية، في ليلة أول يوم
أما في مناطق “كولون براجو” و”جوج جاكرتا” فتأخذ عادة “نيادران” شكلًا مختلفًا، إذ يسير الأهل والأصدقاء في مسيرة جماعية إلى المقبرة، بنية تطهير الأنفس وإطعام المحتاجين.
وأيضاً يتم استقبال شهر رمضان الكريم بعادة قرع الطبول التقليدية التي تُعرف لديهم باسم “البدوق”، وتُقرع هذه الطبول الضخمة عادة للإعلان عن حلول شهر رمضان، وتُقرع كذلك بشكل يومي قبل أذان المغرب بلحظات، إعلانا عن حلول وقت الإفطار.
ومن المعروف لدينا يتم كسر الصيام بحبة تمر، لكن الهنود يكسرون صيامهم على الملح، وذلك عملاً بقول تذكره بعض الكتب أن من لم يجد التمر أو الماء ليفطر عليه يفطر على الملح، وهي عادة لا تعرف إلا بالهند
ومن عادات الشعب الأوغندي أن الرجال يقومون بضرب زوجاتهم على رؤوسهن قبل الإفطار، وعندها تقوم الزوجات في رضا لإعداد وجبة الإفطار وهي من العادات التي يرى الكثيرون أنها غير مناسبة، ومع هذا يستمر الشعب الأوغندي في القيام بها.
وأما في أوزوباكستان يتم التحضير لحفلات إفطار جماعية يتم فيها دعوة الأهل والأصدقاء والجيران، ولا بد من أن يُذبح خروف على الإفطار ويقدم مع أرغفة العيش كبيرة الحجم، التي يجب أن تخبز بالمنزل ومع الزيت والحليب، كما يتم تحضير مائدة تشمل جميع أنواع الشاي الأسود.
وأخيراً، في تركيا يقوم الزوج بإهداء الزوجة خطاباً لتجديد الولاء والحب لها، مؤكداً من خلاله أنه سيظل أمينا عليها وعلى أولاده وبيته، ومعتذراً إن صدر منه سوء اتجاهها، وبعد ذلك تقوم الزوجة بدورها بإهدائه سواراً فضياً، لتعبر عن محبتها له، هذا إضافة إلى عادة وضع خاتم الفضة داخل إحدى كرات الكفتة، ليكون من نصيب من يكتشفه خلال تناول وجبة الإفطار.
وبالختام، تختلف العادات والتقاليد التي ترافق قدوم شهر رمضان المبارك من شعب لآخر ومن دولة لأخرى، إلا أن القاسم المشترك بين كل هذه العادات، هو تعبير المسلمين على شدة فرحهم بحلول هذا الشهر وتعظيمهم له، وذلك بنشر وتطبيق القيم التي يحث عليها الدين الإسلامي مثل التضامن والتسامح والصدقة وفعل الخير.