أخبار حلب _ سوريا
بقلم الإعلامي: أديب رضوان
يعيش رئيس النظام التركي “رجب طيب أردوغان” أسوأ أيامه السياسية، مع خسارة حزبه “العدالة والتنمية” للانتخابات المحلية التركية التي جرت الأحد الماضي؛ في انتكاسة سياسية وانتخابية وصفت بأنها “مدوية” للحزب الحاكم في تركيا الذي كثيراً ما تغنى بالقاعدة الشعبية التي يتمتع بها.
نتائج الانتخابات المحلية التركية أسفرت عن حلول حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض في المرتبة الأولى، مع احتفاظه بمسؤوليات العاصمة أنقرة ومدينة اسطنبول، كذلك تمدد جغرافياً بالفوز ببعض بلديات مناطق الأناضول.
كما حقق حزب الشعب الجمهوري المعارض الذي كانت هيمنته مقتصرة لفترة طويلة على غرب تركيا، وخاصة المناطق المطلة على بحر إيجه وبحر مرمرة، اختراقاً كبيراً في الأناضول، حيث انتزع بلدات سيطر عليها لفترة طويلة حزب العدالة والتنمية، وهذا التمدد الجغرافي لحزب الشعب يشير إلى اتساع رقعة التأييد للحزب حتى في المناطق التي تعد معقلاً لحزب أردوغان الحاكم.
الشعب التركي يعاقب أردوغان
أسباب داخلية وخارجية متعددة المستويات ومتقاطعة أحياناً دفعت بالشعب التركي إلى معاقبة حزب أردوغان؛ أسباب حدد أبرزها الكاتب في صحيفة “خبر تورك” التركية “بولنت أيديمير” بالقول: إن الصعوبات الاقتصادية كانت عاملاً بارزاً في الخسارة، بنسبة تصل إلى نحو 70%، لأنها أحدثت تأثيراً كبيراً في العديد من شرائح المجتمع، ناهيك عن السياسات الخارجية التي يبدو أن الشارع التركي غير راض عنها.
وتمثل نتيجة هذه الانتخابات أسوأ هزيمة لأروغان وحزب العدالة والتنمية بعد أكثر من عقدين على توليه قيادة السلطة في البلاد ، وقد تكون مؤشراً على تغيير في المشهد السياسي المنقسم في البلاد مع بدء أفول عهد أردوغان السياسي؛ فالشعب التركي وبموجب نتائج الانتخابات إنه ضمنياً يطالب بالتغيير السياسي الحاكم في البلاد، فيما أصبح “إمام أوغلو” مرشح حزب الشعب التركي منافساً قوياً لرئيس النظام التركي أردوغان في المستقبل السياسي للبلاد.
أردوغان يقامر بسياسة تركيا
سياسياً، إن نتائج هذه الانتخابات سيكون لها تأثيرات سلبية على حزب أردوغان الحاكم وستمتد توابع هزيمته إلى استحقاقات انتخابية قادمة لا محالة؛ فالشعب التركي يبدو أنه ضاق ذرعاً بسياسات أردوغان وحزبه الداخلية والخارجية التي جعلت من تركيا ساحة لتصفية الحسابات الدولية سواء بالمنطقة أو العالم، ناهيك عن سياساته الاقتصادية الداخلية التي زادت من نسبة التضخم الاقتصادي التركي.
ولا تبدو الانتخابات المحلية التركية بعيدة عن العوامل السياسة الخارجية “الهدامة” التي انتهجها رئيس النظام التركي على مدى سنوات وحول بموجبها تركيا إلى ساحة تجاذب دولية ما بين دعم للإرهاب واستثمار فيه، أو استغلال لأزمة اللاجئين السوريين والمتاجرة بها دولياً وخصوصاً مع أوروبا، ناهيك عن تدخلاته الدولية الفجة في الشؤون الداخلية للعديد من دول العالم.
أردوغان الغارق بدعم الإرهاب في سوريا استباح سيادة الأرض السوريّة واحتل جيشه أجزاء واسعة منها تحت مزاعم حماية الأمن التركي، وحول مناطق احتلاله إلى محميات لتنظيمات إرهابية، واتبع فيها سياسة التتريك في نهج غير مقبول في العلاقات الدولية، ناهيك عن الرفض السوري لهذا السلوك الأمر الذي انعكس أيضا على العلاقة القائمة بين سوريا وتركيا، وحصد نتائجها الشعب التركي، واليوم يرد هذا الشعب الدين بالتصويت للأحزاب المعارضة لأردوغان وسياساته.
تلك السياسات التي جعلت من تركيا نظام دولة عدوة للدول المجاورة لها، بعد أن تدخل في شؤونها الداخلية وخصوصاً في سوريا والعراق، ناهيك عن زج الجيش التركي في أتون دعم التنظيمات الإرهابية وإيواء قادة الإرهاب على الأراضي التركية، وفتح حدود بلاده لكل أشكال الإرهاب للعبور إلى سوريا.
معطيات وحقائق أثقلت كاهل الشعب التركي الذي بات يدرك حقيقة أفعال أردوغان السوداء ومخططاته في المنطقة والعالم، لتكون ردة فعل الشعب التركي من خلال صناديق الانتخاب التي قضت على أحلام أردوغان وحزبه السياسية على المدى المنظور.
ختاماً
ينظر الساسة الدوليون إلى نتائج الانتخابات المحلية على أنها مرآة للانتخابات السياسية المقبلة على قيادة البلاد في تركيا، وبالتالي يجب على قادة العالم أخذ إشارات الشعب التركي على محمل الجد بضرورة الحد من العلاقات مع أردوغان وانتظار انتهاء الحياة السياسية لأردوغان وحزبه التي باتت أقرب مما يظن الكثيرون.
تابعنا عبر منصاتنا :