أخبار حلب _ سوريا
إن دور الأسرة في مراقبة سلوك أبنائهم الأطفال والمراهقين يعتبر من أهم الخطوط الدفاعية في مواجهة العادات السيئة عند الأطفال؛ فلا بُدّ من توفير الدعم المعنوي، ومنحهم الحب والعطف والرعاية، لكن هذا لايكفي، ومن واجب الأهل أيضاً التّعرف على الأصدقاء الذين يرافقون أبناءهم؛ فالصديق الجيّد يؤثّر إيجابياً على السلوك، أمّا إذا كان الرفيق سيئاً فلا بدّ من ردع الأبناء وتوجيههم بعدم مرافقة رفاق السوء تجنباً للعواقب الوخيمة التي تؤثّر سَلباً على حياتهم.
وبالتالي فإن غياب الرقابة الأسرية للأطفال والمراهقين هي من أهمّ الأسباب التي تؤدي لتعليم العادات السيئة ومنها تعلّم التدخين والإدمان عليه؛ فمن محيط الأسرة إلى محيط المجتمع قد يلتقي الطفل أو المراهق بالرفيق السيء فقد ينجرف الطفل خوض تجربة العادات السلبية وأبرزها التدخين؛ فيبدأ بسيجارة واحدة ثم يكررها بسيجارة أخرى حتى تصبح عادة دائمة.
ازدياد نسبة الأطفال المدخنين..
ازداد عدد الأطفال الذين يقدمون على التدخين وخاصة قرب المدارس، حيث لاحظ المارون أن أعمار من يحملون السيجارة لا يتجاوز ال 18 عاماً.
وفي ضوء ذلك، أفادت مديرة برنامج مكافحة التدخين في وزارة الصحة “عبير عبيد” أن عدد الأطفال المدخنين ازداد في السنوات الأخيرة لأسباب عدة لكن لا يوجد نسبة محددة لهذا التزايد، لكن حالياً يتم إجراء مسح صحي مدرسي للأعمار بين 13-17 عام للتأكد من نسبة عدد الأطفال بالتعاون مع الصحة المدرسية.
دور المنتجات الإلكترونية في ظاهرة التدخين..
وحول ظاهرة التدخين المنتشرة بين الأطفال، رأت “عبيد” أن دخول المنتجات الإلكترونية مثل (السيجارة الإلكترونية، والأيكوس، ومجموعة التبغ الإلكترونية) كان لها دور كبير بإقبال الأطفال على التدخين بشكل كبير، علماً أنه يمنع استيراد هذه المنتجات.
حيث تستهدف السجائر الإلكترونية الأطفال من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والجهات المؤثرة، وتُطعّم هذه المنتجات بما لا يقل عن 16000 نكهة جذابة.
إضافة إلى أن البعض يستعمل في هذه المنتجات شخصيات كرتونية، وتعدّ بتصاميم أنيقة تستهوي جيل الشباب، وبعضها الآخر يشبه اللعب والألعاب.
اليوم العالمي لمكافحة الأطفال من التدخين..
وحول حماية الأطفال من خطر التدخين، بيّنت “عبيد” أن اليوم العالمي لمكافحة التدخين لعام 2024 سيكون منطلقه حماية الأطفال من هذه الظاهرة، وسيكون شعاره “2024 حماية الأطفال من التدخين”؛ من خلال إقامة معارض رسم ليدخل الأطفال إلى عالم الفن والقيام بجلسات توعية لهم، مشيرة إلى أنه يجب على وزارة الإعلام المساهمة في توعية العائلات والأسر من خلال التلفاز أو الإذاعة، لتوضيح مضار التدخين وآثاره السلبية على الطفل، لأن الأسرة هي الحاضن الأول للطفل.
وبينت أن عدد عيادات الإقلاع عن التدخين هو 40 عيادة في جميع المحافظات أي أنه يوجد 3- 4 عيادات في كل محافظة، وهناك إقبال بكثرة على العيادات التي تحوي كادر متدرب على الاستشارات النفسية.
طرق معالجة الأطفال من التدخين
وفي سياق العمل على الحد من انتشار التدخين بين الأطفال، أشارت الاخصائية النفسية “علا جبور” إلى أن الطريقة الصحيحة لمعالجة موضوع التدخين مع الأطفال أو اليافعين يبدأ من الأسرة بتكرار جملة (أنا معك وجاهز لأسمعك) أي أن يكون هناك احتضان للطفل والتفريق بين الخطأ والخطيئة.
وكشفت “جبور” أن هناك الكثير من العائلات تتعامل مع الخطأ على أنه خطيئة ولا يمكن تصحيحه، وتكرار العقوبة والعنف والقسوة تجعل الطفل يتجه لمنحى آخر من الكذب على عائلته ما يزيد الأمر سوءاً، منوهةً إلى ضرورة معالجة التدخين بعيداً عن الضغط، والقسوة حتى لا يخسر الطفل استقلاليته وكيانه.
وفي الختام، لابد أن ننوّه بأن الحل للإقلاع عن التدخين يكمن بتعزيز ورفع معنويات الطفل واحتوائه، وإخباره عن مضار السيجارة على صحته وأسنانه ورئتيه، إضافة إلى ذلك يجب عدم التحدث أمام الآخرين عن مشكلة الطفل لأنها ستتحول إلى عقدة من غير حل بالنسبة إليه.
الجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية تحتفل في 31 أيار من كل عام باليوم العالمي للامتناع عن التدخين مع إبراز المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ.
تابعنا عبر منصاتنا :