أخبار حلب _ سوريا
شكلت حرب تشرين التحريرية عام 1973 منعطفاً تاريخياً وتحولاً جذرياً في حياة أمتنا العربية، بسبب نتائجها الجمة على كافة الأصعدة، فمن جهة أسقطت خرافات الوهم التي راحت تنسج بعد نكسة حزيران، وحققت نتائج استراتيجية تجاوزت بتداعياتها وآثارها العالم العربي لتحول المشهد الدولي برمته ولتثبت قدرة الجندي العربي السوري وكفاءته وعززت قيمة وكرامة الإنسان العربي.
ويذكر أن أهالي حلب يستعيدون ذكريات وأيام ومجريات الحرب في ذكرى معركة الحسم والكرامة ويعيدون قراءة صفحات المجد منذ أن دمر الجيش العربي السوري ما كان يوصف بأسطورة الكيان الصهيوني وما كتبه الجندي السوري من سطور النصر.
حيث يروي لنا الموظف المتقاعد “أحمد الخربوطلي” عن ما شاهده أيام المعركة من عز وافتخار لافتاً إلى أنها أيام تحكي عن نفسها إنها أيام العز وحيث أثبت الجيش السوري ما يتمسك به من عقيدة وطنية وقومية راسخة، حيث كنا في ذلك الوقت نتابع أخبار المعركة عبر الإذاعة، كنا نجتمع حول المذياع كعائلة وأقارب كانت أيام فرح حين كانت طائرات العدو تتهاوى بينما وحدات النخبة تتقدم وتهدم تحصينات العدو في ذلك الوقت، كما أذكر كيف اندفع الجميع ليكون جزءاً من المعركة كالتبرع بالدم وآخرون تطوعوا كمسعفين كان الجميع رديفاً للجيش وحتى الأطفال يصعدون على أسطح المنازل يشاهدون الطائرات الصهيونية تسقط كالذباب.
وبدوره تحدث المحارب من محاربي الجيش العربي السوري بحرب تشرين التحريرية “طوني أبو شقره” عن الحدث الجميل، لقد كانت المعنويات كمحاربين في القمة، كنا نتسابق لتنفيذ المهام الموكلة إلينا لا يمكن وصف تلك الأيام، و كانت معركة تشرين التحريرية تجري في السماء والأرض والماء فقد كانت الطائرات المعادية تصطدم بحاجز من لهب عندما كانت تحاول مهاجمة مواقعنا، لقد كانت يد الجنود على الزناد ورؤوسهم مرفوعة فحرب تشرين فخر للسوريين وللعرب.
علماً أن هذا الحدث العظيم صدف في العاشر من رمضان في السادس من تشرين الأول بعد الظهر كانت السماء صافية والشمس تميل نحو الغرب وانتهى اليوم بنجاح عظيم تمكنت معظم القوات السورية من عبور الخندق المضاد للدبابات،لم تكن حرب تشرين حدثاً عابراً في مسيرة الصراع العربي الإسرائيلي بل كانت نقطة تحول للأفضل في هذه المسيرة الطويلة لأن ما تركته من بصمات حادة على أوضاع العرب والإسرائيليين على السواء وستظل ساطعة بوقائعها ولو ظل الكيان مدعوم من الولايات الأمريكية المتحدة والغرب فإن الحق في نهاية المطاف سيتحقق بفعل وتأثير التوحد العربي لنهوض ودعامة قضية الأمة العربية.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News