نشرت الصحفية والمحلّلة السياسية في صحيفة “هآرتس” الصهيونية “كارولينا ليندسمان”، تقريراً عن خطاب “بيت العنكبوت” الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد “حسن نصر الله”؛ الذي أكّد فيه أنّ الكيان الإسرائيلي هو أوهن من بيت العنكبوت وتوقع فيه انهيار الكيان، إلّا أن هذا الخطاب ما يزال يحفر في ذاكرة الصهاينة ويتردد صداه في الصحافة ووسائل الإعلام الصهيونية مع كل حدث تتعرض له “إسرائيل”، وقد مضى على هذا الخطاب أكثر من 23 عاماً.
حيث بدأت التقرير بقول السيد “نصر الله”: “إنّ “إسرائيل” هذه التي تملك سلاحاً نووياً وطائرات الحرب الأقوى في المنطقة؛ واللهِ، إنها أوهن من بيت العنكبوت”، مبينة أن هذا ما قاله السيد “نصر الله” في “خطاب بيت العنكبوت” الشهير في سنة 2000، مضيفةً أن “السيد “نصر الله” توقّع في خطابه انهيار “إسرائيل” من الداخل، نتيجة تفكُّكها المجتمعي.
الصهاينة كيان مفكك يفتقر للوحدة….
قالت “ليندسمان”: “بحسب السيد “نصر الله” فإننا مجتمع من المهاجرين المتنازِعين والمتحاربِين، نفتقر إلى الوحدة اللازمة لكي ننتصر في المواجهات الإقليمية، الإسرائيليون مدّللون، وحسّاسون للخسائر في الأرواح، وهم غير مستعدين للقتال والتضحية بحياتهم من أجل حماية مصالحهم القومية”.
وأشارت إلى أنه من الصعب وضع إصبع على اليوم الذي بدأ فيه الانهيار الداخلي الإسرائيلي، معتقدةً أن هذا سؤال الإجابة عنه تتعلق بمنظور سياسي، سيقول البعض أن اغتيال “إسحاق رابين” ونهجه السياسي، نهج السلام، يمثل نقطة الانهيار هذه، في حين سيقول آخرون إن توقيع اتفاقيات أوسلو يمثل هذه النقطة.
ولفتت إلى أنه سيسعى آخرون بالمقابل للإشارة إلى حرب الأيام الستة واحتلال المناطق (القدس والضفة الغربية وقطاع غزة)، بصفتها نصراً باهظ الثمن – بما أن “الاحتلال يخلق الفساد”، فالكيان الإسرائيلي ينهار”- وهناك أيضاً مَن يعتقد أن سنة 1948 وجرائم النكبة هي أم الخطايا كلها، المشروع الصهيوني هو مشروع نهب استعماري، إلخ، ومهما يكن من أمر، فإنّ انهيار الكيان الإسرائيلي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقضية الفلسطينية”.
مؤشرات انهيار الكيان…..
وعددت المؤشرات والدلائل على حال الانهيار التي يعيشها الكيان الصهيوني، منذ “خطاب بيت العنكبوت”، مشددة على أن هذه الحال هي حقيقة لا جدال فيها، وتقول: “مهما كانت الأرض التي نقف عليها، فمن الصعب أن نتجادل في حقيقة أن “إسرائيل”، وعلى وجه الخصوص منذ سنة 2018، تعيش حالاً من الانهيار الداخلي المتسارع: قانون القومية، خمس دورات انتخابية في أقل من أربعة أعوام، خروج الجنّي الفئوي من قمقمه، تبلور الحركة الداعمة لنتنياهو، احتجاجات شارع بلفور، تطبيع الحركة الكاهانية، تعزُّز قوة المستوطنين وانتشار الصهيونية الدينية، الإصلاحات القضائية (الانقلاب على الحكم)، والنضال المدني ضدها، حركة “إخوة في السلاح”، التهديدات برفض الأوامر العسكرية، وجود قيادة معزولة عن شعبها، وتقوده نحو الكارثة، وغيرها.
ونوّهت بالحاجة الملحة لمجتمع الكيان للترويج لعناوين يفتقر إليها هذا المجتمع، خشية تحقق مقولة السيد “نصر الله” حول الانهيار الحتمي للكيان الصهيوني، فهي تقول: “في ظل نبوءة “نصر الله” المرعبة، وفي ضوء انهيارنا الداخلي المستمر في السنوات الأخيرة، هناك ما يرفع روحنا المعنوية، وهو كامن في الروح القتالية والتضحية التي يبديها مقاتلونا وضباطهم في غزة.
وأضافت: “ها نحن نرى الإسرائيليين غير مدللين، وهم مستعدون للقتال، من السهل أيضاً أن نتماهى مع الحاجة العامة إلى إبراز الوحدة في صفوفنا، وإدراك الجهد المبذول لرفع الروح القتالية، هذا ليس فقط رداً على “نصر الله”، بل إنه يتحقق من حيث كونه غريزة صحية، لقد بات واضحاً للجميع أن تفكيك المجتمع أضعفنا، وأن قوتنا كامنة في وحدتنا”.
الكيان يعترف أنه لا يملك شيء…..
وبينت أنه “من هنا، ينبثق الغضب على كل مَن يجرؤ على وضع العقبات أمام وحدتنا، أو مَن يشكّك في حتمية انتصارنا، المشكلة هنا هي أنه علينا، لكي نحقق الانتصار، أن نتحدث عن اليوم الذي يلي الحرب، وأن نضع خططاً لليوم التالي، موضحةً أنهم بحاجة ماسة إلى زعيم يؤمن بأنه قادر على ترسيم رؤيا لذلك اليوم، وبحاجة ماسة إلى حكومة قادرة على التوافق على هذا اليوم، بينما نحن لا نملك، في الواقع، شيئاً من هذه الحاجات، إنّ الاستخدام الوحيد لكلمة “معاً” ظاهر بصورة اشتراطية في شعار معاً ننتصر، لكننا لسنا معاً أصلاً لكي نتوافق على السبب الذي سنقاتل من أجله، أو لكي نرسم للجيش هدفاً سياسياً، لأن التناقضات تنخرنا حتى العظم”.
وختمت أن “هذا فعلاً، مصدر انهيار الكيان الداخلي، إنه الضعف الذي أدى، ظاهرياً إلى اندلاع هذه الحرب، هذا الضعف يتمثّل بانعدام قدرة المجتمع الإسرائيلي على صوغ رؤية مشتركة للمسألة الفلسطينية، حسناً، نحن فعلاً “سنقاتل معاً”، متسائلة: لكن كيف ننتصر إذا كنا لا نعرف الصورة التي يبدو عليها الانتصار؟.