بعد 90 يوماً من معركة طوفان الأقصى، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، عملية اغتيال في الضاحية الجنوبية لبيروت طالت القيادي في حركة المقاومة الفلسطينية حماس صالح العاروري.
من هو صالح العاروري؟ وما أسباب اغتياله؟
الشيخ “صالح محمد سليمان العاروري” من أبناء مدينة رام الله، هو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” السابق، وقيادي سياسي وعسكري بارز، ساهم بتأسيس “كتائب القسام” الجناح العسكري لحماس في الضفة الغربية.
اعتقل وقضى نحو 15 عاماً في سجون الاحتلال، ثم أبعد عن فلسطين إلى سوريا وتنقل بين عدة دول ليستقر أخيراً في الضاحية الجنوبية في لبنان قبيل استشهاده.
تتهم إسرائيل الشيخ “صالح العاروري” بعملية خطف ثلاثة مستوطنين في الخليل وهدمت منزله في منطقة العارورة شمال رام الله المحتلة على إثر ذلك الاتهام، وبعد انطلاق معركة طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول الماضي كان للشيخ صالح العاروري دوراً مهماً في المعركة تمثل بـ :
أولاً: شكّل صالح العاروري صلة الوصل المتينة بين حركة المقاومة الفلسطينية حماس والمقاومة الفلسطينية في لبنان.
ثانياً: لقد كان صالح العاروري بمثابة الناطق الرسمي المصرّح بكلّ ما يريد القياديان في حركة حماس يحيى السنوار ومحمد الضيف قوله فيما يتعلق بمعركة طوفان الأقصى وصفقة التبادل.
ثالثاً: لدى صالح العاروري دور تأسيسي قوي للمقاومة الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية والتي تعد الخاصرة الرخوة للكيان والتي لعبت دوراً بارزاً في معركة طوفان الأقصى بتشتيت جهود قوات الاحتلال الإسرائيلي في المعركة.
وبالرغم من الدور القطري الضاغط على حركة حماس من أجل الذهاب إلى تفاوضات لإنهاء الحرب لصالح إسرائيل وبدون تنفيذ شروط المقاومة في غزة إلا أن مفصل القرار كان يقوده “العاروري” من بيروت بتنسيق ودعم باقي دول محور المقاومة، وبذلك فإن موقف حركة حماس ظلّ ثابتاً برفض كل أشكال التفاوض مع الكيان الإسرائيلي قبل إيقاف الحرب على غزة وسحب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
وقد أكد هذا الموقف أبو عبيدة في خطابه الأخير بالرغم من محاولات الكيان الإسرائيلي تكثيف الغارات على قطاع غزة لاستخراج مكسب عسكري أو سياسي قبل انتهاء المعركة.
بذلك وجدت إسرائيل بتصفية صالح العاروري مخرجاً لتحويل دفّة القيادة لدى حركة حماس من بيروت نحو قطر ليتثنى لها كسب التنازلات من غزة قبل إنهاء الحرب وإلا فستكون إسرائيل أمام مأزق تاريخي ووجودي لا تحمد عقباه أبدا في الشارع الإسرائيلي الذي يبدو بعد معركة طوفان الأقصى أكثر تخبطاً من أي وقتٍ مضى.
كيف سيؤثر اغتيال العاروري على مجريات معركة طوفان الأقصى؟!
من المؤكد أن الهدف الرئيسي من اغتيال “صالح العاروري” والذي يتمثل بكسب تنازلات من غزة وإجبارها على اللجوء إلى المفاوضات لإنهاء الحرب بدون شروط لن يتحقق.
وبما أن عملية اغتيال “العاروري” نفذت في لبنان وبالعودة إلى خطاب الأمين العام لحزب الله في شهر آب الماضي والذي حذر فيه الكيان الإسرائيلي من استباحت الأراضي اللبنانية في عمليات تصفية واغتيالات لأي شخصية كانت ستلقى رداً حاسماً فهناك بالطبع إجراءات رد من قبل حزب الله على هذا الانتهاك الإسرائيلي سيلوح في الأفق قريباً.
ولكن شكل هذا الرد لن ينسجم مع محاولات إسرائيل رمي الطعم لمحور المقاومة وجرّه نحو اصطدام مباشر مع أمريكا وذلك من خلال اغتيالها أيضاً القيادي في الحرس الثوري الإيراني الجنرال “رضي الموسوي” قبل أيام.
إن رغبة إسرائيل في توريط القوات الأمريكية مباشرة في الصراع يدل على بلوغها مرحلة حرجة من تداعيات معركة طوفان الأقصى، وتشير التقارير إلى أن عداد الخسائر العسكرية والاقتصادية يزداد يوماً بعد يوم.
فقد أعلن أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، الإثنين الماضي، عن حصيلة الأيام الأربعة الماضية فقط والتي تضمنت تدمير 71 آلية عسكرية كليًا أو جزئيًا وقتل 16 جنديًا إسرائيليا وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، وتنفيذ 42 مهمة عسكرية أوقعت عدداً من الجنود قتلى وجرحى.