بقلم: عادل حداد
أثار مصرع 5 جنود من مشاة البحرية الأمريكية في تحطم طائرة مقاتلة قرب سان دييجو الكثير من التساؤل حول تزايد عدد حوادث الطائرات الحربية الأمريكية.. ولماذا تصر الولايات المتحدة على التأكيد على أنها حوادث وليست نتيجة عمليات حربية خلف البحار.
حيث تنتشر القوات الأمريكية في العديد من أصقاع العالم بقواعد شرعية مبنية على اتفاقيات كحال دول الناتو أو غير شرعية كتواجدها في سوريا والعراق وبعض دول الخليج التي تأخذ فيها الاتفاقيات العسكرية عقود الإذعان وليس التوافق.
جنود أمريكا حول العالم .. لإرساء السلام أم قتله؟!!
تحرص أمريكا على تصوير قواتها على أنهم رسل الدفاع عن الإنسانية رغم كمية الإجرام الذي مارسوه في كل بقعة انتشروا فيها بدءاً من جرائم القتل التي مارسوها في فيتنام إلى نشر سوق الدعارة في بانكوك وصولاً إلى فضيحة سجن أبو غريب في العراق ونهب المقرات الحكومية عقب احتلال بغداد، ناهيك عن سرقات النفط السوري على مرأى ومسمع من العالم كله.
هذا يدفعنا للاعتقاد جازمين أن لدى أمريكا الكثير من الأعداء حول العالم وهناك من يترجم عمله استهدافاً لهذه القوات بشكل أو بآخر وقد يكون سقوط قتلى المارينز هم جراء تلك الاستهدافات التي لا ترغب أمريكا الاعتراف بها حتى لا تشجع بقية المجموعات المناوئة لها على التحرك ضدها.
لماذا ارتبط الرقم 5 بمصرع الجنود الأمريكيين؟!!
الغريب هو ذلك الرقم المرافق لقتلى مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) الذي تعترف أمريكا بمصرعهم وهو الرقم (5) فهل لهذا الرقم دلالة أم أنه لعنة تطارد هذا الجيش المنتشر بخمس قارات لا يحق له الانتشار فيها…فما هي أهم حوادث سقوط الطيران الحربي ومقتل جنوده؟؟
إن أهم تلك الحوادث التي كان حصيلتها فقط مصرع خمسة جنود أمريكيين يمكن استعراضها في الأحداث التالية:
– 24 تشرين الثاني 2003 أعلن مسؤولون عسكريون أمريكيون في واشنطن أن ما لا يقل عن خمسة جنود أمريكيين قتلوا وجرح سبعة آخرون في أفغانستان بسقوط طائرتهم الهليكوبتر قرب قاعدة باغرام.
-25 تشرين الأول 2006 تم الإعلان عن مقتل خمسة من “المارينز” في بغداد
-16 آب 2017 أعلنوا فقدان خمسة من المارينز الأمريكي بسقوط طائرتهم بالبحر
-11 كانون الأول 2018 أعلن الجيش الأمريكي مقتل عناصر المارينز الخمسة الذين فقدوا بعد اصطدام طائرتين تابعتين لسلاح مشاة البحرية الأمريكية قبالة سواحل اليابان
-6 تشرين الأول 2022 قال سلاح المارينز الأمريكي أن 5 من أفراده لقوا حتفهم عندما تحطمت طائرتهم من طراز أوسبري في جنوب كاليفورنيا خلال مهمة تدريبية.
-27 آب 2023 ومن بين 23 من جنود المارينز الذين كانوا على متن الطائرة MV-22B، لقى ثلاثة مصرعهم بينما تم نقل خمسة آخرين إلى مستشفى داروين الملكى في حالة خطيرة
– 8 شباط 2024 قُتل خمسة عسكريين أمريكيين في تحطم طائرتهم في البحر الأبيض المتوسط خلال تدريب يوم الجمعة وفق ما أعلنت القيادة الأمريكية في أوروبا (يوكوم).
حيث قالت “يوكوم” في بيان: “خلال مهمة روتينية للتزود بالوقود جواً في إطار تدريب عسكري، تعرضت طائرة عسكرية أمريكية تقل خمسة من عناصر الجيش لحادث مؤسف وتحطمت في البحر الأبيض المتوسط ولقي العناصر الخمسة الذين كانوا في الطائرة حتفهم”.
مصرع جنود المارينز في غزة
في هذا الحادث وفوق البحر الأبيض المتوسط تحديداً تم الكشف عن التورط الأمريكي في العدوان مع الكيان الصهيوني على قطاع غزة وتدخله المباشرة في مساعدة الكيان وأن هؤلاء القتلى من المارينز قتلوا على أرض غزة وهو ما أكدته الكثير من المواقع التي ربطت بين تصريحات القادة الأمريكيين وما تسرب من اعترافات عن تواجد على الأرض الفلسطينية في غزة دعماً لجيش الكيان بحجة البحث عن أسرى الكيان المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة.
عدالة إلهية ام خسائر حربية ؟!!
سواء كان سقوط سلاح الجو الأمريكي عرضياً أو حادثاً مقصوداً هو في النهاية عدالة الله التي تقتص لكل الضحايا الأبرياء الذين فقدوا ارواحهم حول العالم جراء السلاح الأمريكي الذي ذهب ضحيته آلاف الأبرياء يكفي فقط استحضار ضحايا هيروشيما وناجازاكي لنعرف الوجه القبيح لمن نصبت نفسها شرطي العالم.
أهم انواع الطائرات الحربية الأمريكية التي تحطمت
وفي جرد سريع لسقوط الطائرات الحربية الأمريكية يمكننا القول أنه في الفترة من عام 2011 حتى 2021، خسر الجيش الأمريكي نحو 150 طائرة حربية من طرازات متنوعة، وشمل ذلك عشرات المقاتلات الحربية، وجميعها تحطمت في حوادث كما يزعم قادة الجيش الأمريكي وليس في حروب.
وقائمة الطائرات التي فقدها الجيش الأمريكي خلال تلك الفترة تشمل طائرات شبحية وطائرات هيمنة جوية وطائرات مسيرة متطورة، وفيما يلي رصد لأبرز الحوادث التي تم تسجيلها سنوياً وأنواع الطائرات التي تحطمت في كل عام خلال العقد الثاني من هذا الألفية:
-2011 فقد الجيش الأمريكي 17 طائرة، منها 7 طائرات مسيرة طراز “إم كيو – 1 بي” وطائرتان “إيه – 10” و 3 طائرات “إف – 16” وطائرة “إف – 15 إي” وطائرة “إف – 15 سي” وطائرة “سي في – 22 بي” وطائرة “تي – 38 سي” وطائرة “يو إتش – 1 إن”.
– 2012 فقد الجيش الأمريكي 21 طائرة، منها طائرة الاستطلاع “تارس” و 4 طائرات مسيرة “إم كيو – 1” و 3 طائرات مسيرة “إم كيو – 1 بي” وطائرتان “إف – 16” وطائرتان “إف – 15” وطائرة هيمنة جوية “إف – 22” وطائرة نقل عسكري “سي – 130 إتش 3” وطائرة “سي في – 22 بي” وطائرتان مسيرتان “إم كيو – 9 إيه”.
_2013 فقد الجيش الأمريكي 17 طائرة، منها “بي – 52 إتش” و “بي – 1 بي” و “إيه – 10” و F-16
الصناعة الحربية الأمريكية وبداية الانحدار
وعلى فرض أن جميعها حوادث ليست في ميادين حربية فإن هذه الحوادث تمثل تحدياً للجيش الأمريكي ومدى تفاخره بقوة صناعته الحربية ومتانة منتجات مصانعه العملاقة في انتاج المعدات الحربية وهو ما يستدعي دراسة وتحليل دقيق أن سلامة الطيران العسكري الأمريكي لم تعد مضمونة وباتت محل تشكيك جراء هذه الحوادث المتكررة.
وفي سياق ما تم ذكره يحق لنا أن نتساءل أين سيكون مصرع الخمسة جنود المارينز في حوادث الطيران الأمريكي القادمة؟!!!