لم تتوقع أمريكا التي رمت فتنها العسكرية حول العالم وجلست تراقب وتصب الزيت على النار في الصراعات الدولية أن تلف الأفعى ذيلها باتجاه الداخل الأمريكي لتحاول الضغط عليها وتضعها على جرف الانهيار، ففي ظل حكم الرئيس الأتعس “بايدن” بدأت أحلام رئيس حركة تكساس الوطنية “دانييل ميلر” بانفصال تكساس عن أمريكا تتحقق!!
ما سرّ ولاية تكساس؟!
تعد ولاية تكساس من أقوى الولايات الأمريكية بالنسبة للاقتصاد الأمريكي، حيث تمثل 24 تريليون دولار أمريكي أي ما يعادل 9% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد، ولديها أكبر حقل نفط مكتشف بالعالم وهي مركز إنتاج النفط الأمريكي حيث تشكل 43% من إنتاج النفط الخام الأمريكي، إضافةً إلى 25% من إنتاج الغاز الطبيعي، كما تنتج 20% من كهرباء أمريكا من خلال الرياح والطاقة الشمسية.
إذاً فإن تكساس لا تعتبر مجرد ولاية فهي محطة الطاقة التي تشكل مستقبل أمريكا، وتحتل تكساس المرتبة الثالثة عالمياً بعد روسيا الاتحادية والمملكة العربية السعودية، ولو كانت تكساس دولة مستقلة لكان ناتجها المحلي الإجمالي 1.8 تريليون دولار، فيما سيكون الاقتصاد الثاني عشر عالمياً، كما تمتلك الولاية المرافق الرئيسية لإنتاج الصواريخ الحديثة “Starbase SpaceX”.
تكساس تتمرد على الحمقى…
ولأن ولاية تكساس تعتبر من أقوى الولايات بنفطها وطاقتها كان من المفترض على أمريكا أن تحتضنها بكل ما فيها لتحميها، ولاعتيادها على سرقة ثروات الغير كما تفعل في سوريا والعراق لم تكترث لما ستتعرض له تكساس في حال كانت حدودها غير مضبوطة، ولكن تكساس كانت حذرة على حدودها فوضعت جداراً شائكاً بينها وبين المكسيك التي كانت تكساس في الأساس جزء منها، ولأن أغلب الصراعات التي تقوم بها أمريكا تفتح بها فكّها هاجمةً على ثروات غيرها؛ كان على تكساس أن تأخذ حذرها كي لا تقع الفأس على رأسها.
ولكن في ظلّ التوتر الاقتصادي والأوضاع التي يشهدها العالم، طالب “بايدن” من رئيس الولاية أن يزيل ذلك الجدار الشائك، دون أن يأبه لما قد يجرّه من مساوئ، إلا أن رئيس تكساس كان حريصاً على قرار إبقاء الجدار خوفاً من دخول المهاجرين غير الشرعيين وفقدان السيطرة على الولاية، لتشتعل بين “بايدن” ورئيس الولاية ” غريغ أبوت” ويعلن بعدها قرار مواجهة بايدن بالقوة.
تكساس ليست وحيدة في المضمار….
بعد إعلان “أبوت” مواجهة “بايدن” بالقوة وتجاهل تهديدات الأخرق بعزله عن المنصب وسحب منه القوة العسكرية تضامن مع تكساس ما يقارب ال25 ولاية معلنين إرسال حرسهم الوطني للدفاع عن حق تكساس في حماية أرضها بوجه “بايدن” والمهاجرين اللاشرعيين، وبذلك إعلان انفصالها التام عن أمريكا وعن هذه المرحلة قال “ميلر” بدأ حلمي يتحقق، مما وضع أمريكا على شرفة الانهيار الذي لم يحسب له “بايدن” حساباً لأن ما يقارب نصف ولاياته خرجت عن سيطرته، وفقدان تكساس بالنسبة لأمريكا يعني سقوط أمريكا اقتصادياً وسقوط “بايدن” عن كرسي الحكم لأنه وضع أمريكا في أسوأ مرحلة تعيشها، وهذا ما يعني أن إمبراطورية القوة الأمريكية قد هوت إلى أسفل السافلين.
ماذا وراء قرار بايدن؟!
إذا كان رئيس ولاية تكساس يسعى لحماية أرضه من المهاجرين اللاشرعيين فإن إشارات التعجب والاستفهام تذهب إلى “بايدن” الذي أعطى أمراً بإزالة الشائك وفتح الطرقات، كما وجّه تهديداً واضحاً ل “أبوت” بسحب القوة العسكرية منه وعزله عن منصبه، فهل هناك مسرحية جديدة يحاول “بايدن” أن يلعبها بأرضه، أم دارت عليه الأيام وخرفه جعله لا يعرف ما يفعل لإشعال الداخل الأمريكي واحتراق كرت أمريكا في العالم؟؟؟!