أخبار حلب _ سوريا
حرصت العائلات السورية على توارث طقوس شهر رمضان المبارك والتمسك بها؛ حتى باتت طقوساً عامة تتنوع حسب المدن والمحافظات، التي أعطتها صبغة محلية غنية بالعادات المجتمعية.
وقد حافظ السوريون على جوهر فضائل الشهر الكريم والروحانيات التي يتميز بها، والقيم الأخلاقية السامية، إضافةً إلى السلوكيات الخيرة للإنسان، ولعلّ أهمها الصبر والحلم والإحساس بالآخرين والتسامح وإصلاح ذات البين.
طقوس رمضانية بعين تاريخية
وما بين طقوس رمضان في الماضي والحاضر؛ تحدث باحثون وأساتذة في التاريخ أن السوريون قديماً؛ قد اعتادوا على سماع صوت المدفع عند الفطور والسحور، وذلك كتقليدٍ متوارث منذ مئات السنين قبل توقفه منذ سنوات، علماً أنه كان يطلق بداية من القلعة ثم انتقل إلى الملعب البلدي.
وفي سياق متصل، تحدثوا عن رب العائلة الذي يبادر بليلة رمضان، وهي الليلة التي تسبق الصيام إلى شراء حاجيات الأسرة، استقبالاً لأول أيام الصيام، كما أنه في أوقات المغرب كانت قناديل المساجد في ليالي رمضان تُضاء، احتفاءً به من لحظة أذان المغرب وحتى الإمساك.
وبالنسبة لبهجة هذا الشهر المبارك؛ فإنها تترجم بازدحام الأسواق بالباعة والمشترين، خلال الساعات التي تسبق موعد الإفطار، ليعمها السكون خلال اجتماع العائلات حول الموائد، ثم تعود الناس للتسوق، أو ارتياد المقاهي من جديد بعد صلاة العشاء، لتستمر حتى ساعة متأخرة من الليل.
اندثار بعض الطقوس بعد الحرب
ومع الأسف؛ فإن هذه الطقوس لم تعد كما كانت من قبل، وذلك بسبب الأوضاع التي مرت بها سوريا.
ومن بين العادات التي اندثرت:
1- سماع صوت المدفع عند الفطور والسحور، كتقليد متوارث منذ مئات السنين، قبل توقفه منذ سنوات.
2- شراء حاجيات الأسرة لاستقبال أول أيام الصيام، فأصبحت نادرة وقليلة، وذلك بسبب الوضع المادي، الذي يعاني منه جميع العائلات السورية.
3- وفي أوقات المغرب كانت تضاء قناديل المساجد في ليالي رمضان، احتفاءً به من لحظة أذان المغرب وحتى الإمساك، وهذه العادة فقدت أيضاً وأصبحت بالماضي تحكى فقط.
4- ازدحام الأسواق بالباعة والمشترين، خلال الساعات التي تسبق موعد الإفطار، ليعمها السكون خلال اجتماع العائلات حول الموائد، ثم تعود الناس للتسوق، أو ارتياد المقاهي من جديد، كل هذه العادات أصبحت بالماضي، قبل ساعات الإفطار يكتظ السوق بالمشاة، ما تزال عصائر رمضان الشعبية حاضرة ببعض العربات، لكن الفارق أن الإقبال ضعيف.
آثار الأزمات المتتالية على السوريين
إنّ حال سوريا في رمضان تحوّل للأسوأ مع ارتفاع الأسعار؛ الذي اكتوى به السكان، فقد غابت زينة رمضان عن الأحياء الشعبية في سوريا، بسبب الأزمات الإنسانية والاقتصادية؛ التي كان سببها الأول هو الحصار الاقتصادي وقانون قيصر الذي فرضه الغرب عليها، إضافة إلى غياب الاستقرار والأمن الذي خلفه الإرهاب، وجاءت بعدها كارثة الزلزال التي تركت آثاراً مجتمعية ونفسية، يصعب تلافيها في الوقت المنظور جراء الخسائر الكبيرة في الأرواح.